تخرجت مروة من كلية الألسن عام 1996 بدأت مروة التدوين والكتابة عام 2005، فهي من أوائل الكتاب بجمهورية مصر العربية الذين نشروا أعمالهم باللغة الإنجليزية، فأول كتاب لها كان The Poison Tree Planted and Grown in Egypt الذي تم نشره عام 2008 وحقق مبيعات كثيرة وبعض الجدل لأنه كان عن تمكين المرأة وحريتها، وكان من ضمن المحللين والنقاد للكتاب د. محمود منسي – مؤسس مجلة إنفلونسرز توداي – وتم نشر تحليله للكتاب على موقع مروة الرسمي. كما كتبت مروة في العديد من المجلات المرموقة مثل مجلة Identity..
وكانت مروة من أولى الرائدات في مجال المونتيسوري بمصر وتعيش تجربة ملهمة مع إبنها آدم الذي أصبح مصدر إلهام لكثير من الناس.. أما حيث بدأت رحلتها في عام 2011 مع “نهج وفلسفة المونتيسوري” بقراءة كتب “د. ماريا مونتيسوري” عن الطفل والبيئة الغنية التي يحتاجها لينمو ويزدهر. حصلت على شهادات في مجالي التسويق والعلاقات العامة وحصلت أيضا على دبلومات المونتيسوري من مركز “أمريكا الشمالية للمنتيسوري“، كما دخلت مروة مجال الصحة الجنسية والإنجابية لعدة سنوات من خلال عملها بموقع “الحب ثقافة ” وفي عام 2019 صدر كتابها “أنا وآدم والمونتيسوري“ وبالتعاون مع إبنها آدم صدر لها كتاب “أنا استحق الحب” للأطفال. وفي مايو 2020 أنشات مجموعة بإشتراك على الفيسبوك تجيب به عن أسئلة المشتركات عن التعليم المنزلي وتطبيقات المونتيسوري ونمو الطفل بالفيديو، وفي يوليو 2020 أصدرت منتجاً مجانياً لمساعدة كل أم وأب على توطيد علاقتهما بأبنائهما وإصلاح أخطائهما التربوية السابقة “جسور” وهو عبارة عن مجموعة كروت يتم طباعتها ويختار الأهل كارت واحد للتطبيق كل أسبوع.. كذلك نشرت قصتين بالمجان للأطفال “عندما طار تيتو” و “زحلف والمدام الأولى والمدام الثانية“.
مجلة انفلونسرز توداي: بالرغم من توفر أنظمة تدريس عديدة بمختلف المدارس، لماذا اخترتي مجال التعليم المنزلي لإبنك آدم؟
مروة رخا: هناك بعض الشخصيات التي تخطط لشكل حياتهم أو طرق تعليم أبنائهم قبل الزواج ولكننى لم أكن أخطط لذلك ولم اضع خطط عندما أتزوج سأقوم بتربية طفلي بهذه الطريقة ولم يخطر على بالي هل سيذهب إبني إلى المدرسة أو سأقوم بتعليمه في المنزل ولم أقيم التعليم المدرسي ككل. لذلك أرى أن إتجاهي للتعليم المنزلي كان مفاجئا لي أنا أكثر من أي شخص آخر فالفكرة جاءت بالصدفة كان آدم يبلغ من العمر خمس شهور فقط في ذلك الوقت كنت أكتب في مجلة عن العلاقات العاطفية والمجتمع باللغة الإنجليزية ولكن لظروف إكتساح الصحافة الإلكترونية قررت المجلة التوقف عن العمل وطلبوا أن أكتب آخر مقالة لي في أي موضوع من إختياري فوجد نفسي أكتب عن تجربيتي مع التعليم بغضب شديد وإنني لا أريد أن يمر بها إبني الذي مازال عمره لا يتجاوز خمسة أشهر وبدأت أكتب عن مساوئ التعليم وكيف تضيع سنوات الطفل وهو جالس على كرسيه الخشبي بجانب شباك ضيق كيف سيستطيع الإستماع بالشمس واللعب ويستكشف هواياته وتضيع الوقت في المواصلات، فتجربتي في المدرسة على الرغم من انها قريبة من منزلي ولم أكن أضيع الوقت إلا أن ما تعلمته هو أن أقرأ وأكتب وبعض العمليات الحسابية البسيطة أما بقية المعلومات فكنت أذاكرها فقط لدخول الإمتحان وعندما أنتهي أنسى كل شيء فلم يكن هناك علم حقيقي أو ثقافة أو شغف، كما كنت أعترض في مقالي عن تعرض الطفل للإمتحانات في وقت مبكر وكلمة أنت ناجح أو أنت فشلت ومعاقبته على أخطائه.
بعد نشر المقال في المجلة قمت بنشره على الصفحة الخاصة بي على الفيسبوك فإنهالت التعلقيات السلبية والدفاع عن المدرسة “الأطفال لابد أن يذهبوا إلى المدرسة لتكوين علاقات إجتماعية” وهجوم شديد، إلا شخصين أحدهما تحدث عن التعليم المنزلي وكانت هذه أول مرة أسمع عنه والأخرى أخبرتني أن المونتيسوري هو ما أبحث عنه وقمت بالبحث عنهم فوجدت مدونات عديدة في أمريكا وأستراليا من بينهم أسر مكونين من 5 أو6 أطفال، والبعض قاموا بتكون مجتمعات ليتعاونوا مع بعضهم لتكوين وإنتاج مواد تعليمية وأنشطة مختلفة وهذا الشيء ألهمني كثيرا فهذا ما كنت أبحث عنه تماما، ثم زارتني صديقتي ومعها ورقة بها أسماء الكتب التي ينبغي شرائها لمعرفة كل شيء يخص المونتيسوري.. ولكن واجهتني مشكلة هي أن كتب ماريا مونتيسوري مترجمة من الإيطالية إلى الإنجليزية فلم تكن اللغة الإنجليزية سلسة، فكان أمر مرهق للغاية لي ولكني كنت منبهرة بكلماتها.. كيف استطاعت أن تكتب ما أفكر هذا ما كنت أقصده لا ينبغي أن يتعلم الأطفال بهذه الطريقة.. فالمونتيسوري ليست مجرد أدوات وأنشطة وإنما فلسفة ينبغي أن تتطبق على كل نواحي الحياة.
مجلة انفلونسرز توداي: ولماذا إخترتي فلسفة المونتيسوري بشكل خاص؟
مروة رخا: في فلسفة المونتيسوري هناك شيء يسمى “Control of Error” الخطأ هنا شيء جيد للغاية فالطفل يتعلم من أخطائه من خلال الأدوات التي يستخدمها فهي من تجعله يعلم أين الخطأ بالتحديد ومع التكرار والمحاولات يعلم أين هو الخطأ ليقوم بإصلاحه.. فالمونتيسوري يتميز بصفات رائعة منها مثلا انه لابد أن تكون بيئة الطفل تشجعه على الحركة والإستكشاف فماريا مونتيسوري ترى أن ذكاء الطفل في يديه فالطفل لابد أن يمر بتجارب حياتية ثرية في طفولته المبكرة من عمر 0-6، ولابد أن يرى مزارع وحدائق ويرى الحيوانات والطيور ويلعب حتى تتسع مداركه.. وإذا تم منع الطفل من كل ذلك سيصبح سيئ السلوك
مجلة انفلونسرز توداي: وهل يوجد فلسفات أخرى للتعليم المنزلي؟
مروة رخا: نعم بوجد فلسفات أخرى غير المونتيسوري.. مثلا ال “Waldorf” مبنية على إحترام الطفل ولكنها تعتمد على أن يختلط بالطبيعة ويلعب لكن تعليمها قائم على الأعمال الفنية اليدوية.
هناك أيضا فلسفة “Reggio Emilia” تشبه المونتيسوري ولكنها تناسب أكثر الحضانات أو المدارس لكن فلسفة المونتيسوري جذبتني إليها لأن مبادئها تتفق مع أفكاري عن كيفية تكوين شخصية الطفل فلدى ماريا منتيسوري كتاب “العقل الماضي” تتحدث فيه عن أن مخ الطفل مثل الاسفنجنة يمتص منذ وجود الطفل في رحم أمه تمتص المشاعر التي تنتقل من الأم إلى الطفل عبر المشيمة وتصل للطفل على هيئة هرمونات أو كيماويات، فإذا كانت الأم لا تريد الطفل يشعر بذلك كما يشعر بحزنها وفرحها ويقوم بتخزينها بداخله وهنا تبدأ تكوين شخصية أو مزاج هذا الطفل.. هنا بداية أن نجد طفل قلوق أو طفل متهور أو متوتر وهذا أنا أيضا مقتنعة به. دوماً كنت أتحدث إلى آدم أثناء حملي ومشاعري الداخلية انتقلت إلى آدم وهذا ما رأيته بالفعل في شخصيته وطباعه في بداية عمره.. فالبيئة التي ينشأ بها الطفل تؤثر بشدة.. فالطفل في أول ثلاث سنوات من عمره يمتص كل شيء حوله من خلال حواسه، بمعنى أن أي شيء يراه يقوم بتصويرها، أي شيء يلمسه أو يشعر به، وأي تجربة يعيشها.. فلو بيئة الطفل مليئة بالشجار بين الأم والأب هذا يعني انهم وضعوا حجر الأساس للعلاقة بين الرجل والمرأة بالنسبة لهذا الطفل، ولو بيئة الطفل هي تركه للبكاء والصراخ ويبدأ الطفل تكوين رأيه عن العالم الخارجي وعن أهله وعلاقته بهم وتفاعله مع العالم الخارجي، فمن الممكن بسبب هذه البيئة يولد داخل الإنسان رغبة شديدة للتمرد على السلطة! لمجرد ان رمز السلطة لديه الأب والأم كان رمز السلطة إهمال أو رفض أو ألم نفسي.
مجلة انفلونسرز توداي: ما الصعوبات التي واجهتك في بداية رحلتك مع آدم؟
مروة رخا: الصعوبات التي واجهتني أنا لا أعترف بكلمة صعوبات بل أرى إنها كانت تحديات، كان أولها هو إعتراض الأهل والأقارب وهو ليس بالشيء الجديد ولم أهتم به وما ساعدني على ذلك هو إستقلالي ماديا ومعنويا، التحدي الثاني هو انني في الفترة التي بدأت فيها الاتجاة إلى فلسفة المونتيسوري لم يكن هناك أحد مماثل لي في الإختيار والإتجاة ثم بعد ذلك اكتشفت أشخاص أخرى مهتمة في أماكن متفرقة ربما ذلك التحدي يؤثر في أناس غيري ولكنه لم يؤثر بي لأني معتادة على السير في طريقي بمفردي ووجود أناس ربما يعطلني أو يستنزف طاقتي. ربما التحدي الحقيقي بالنسبة هي اللحظة التي أشعر بها هل ما أفعله صحيح ؟هل هو في صالح آدم ربما لا يعجبه ذلك؟ لكن ما كان يجعلني أعود سريعا هو المقالة التي نشرتها وشعوري بأنني سأبذل قصارى جهدي، وأفعل كل ما أستطيع حتى لا يخوض التجربة التي مررت بها.
أما أكبر التحديات فكان الجانب المادي فبعد قراءة الكتب كان لابد من الاتجاه إلى التعلم بشكل إحترافي أكثر.. وأول دبلومة حصلت عليها كان ثمنها ألفين دولار وهذا الرقم لم أكن أمتلكه فقام أبي بمساعدتي ودفع ثمنه تشجيعا ومساندة منه لي ليخبرني بأنه بجانبي ويدعمني لأن في ذلك الوقت كنت أبدأ عمل جديد تاركة مجال عملي السابق. ربما كانت الصعوبات المادية هي التحدي الأكبر فلقد كان لابد من شراء أدوات وتوفير بيئة حياتية ثرية. فتخليت عن الأشياء التي لا أحتاجها وبدأت بالذهب فأنا شخص لا يحب الذهب والتزين، ثم تخلصت من الأثاث الذي لا أستخدمه وهذا الشيء لم يكن يضايقني فالتخلي عن تلك الأشياء جعل منزلي.. أوسع وأصبح هناك مساحة للمكتبات للأدوات ومساحة أكبر ليتحرك آدم بحرية أكبر وكل ما تخليت عنه ساعدتني ماديا ونفسيا في بداية رحلتي. أما التحدي الذي إستمر طويلا ولم ينتهي إلا عندما بلغ آدم عمر الحادية عشر هو الخوف فلقد شعرت بالخوف أن يكون ما أفعله غير قانوي أو يتم إرغامي على دخول إبني للمدرسة أو أن أواجه شيء يعرقل أو يفسد رحلتي ذلك الخوف جعلني أقوم بتسجيل كل مراحل تعليمي لآدم وتدوينه بالتواريخ حتى إذا جاء أحد وأدعي انني لا أعلم إبني أواجه بهذه التسجيلات والتدوينات أما الآن لم أعد خائفة لأن آدم أصبح يستطيع التعبير عن نفسه.. فآدم الآن قادر للتعبير عن نفسه فمهارات العرض لديه رائعة يستطيع إدارة وقته ومهارة التفاوض وأيضا تعلم البرمجة فهو يستطيع أن يعبر عن تجربتنا بطريقة رائعة.
مجلة انفلونسرز توداي: هل واجهتي صعوبات خلال فترة دراستك وهل لهذا السبب اختارتي فلسفة المونتيسوري لمساعدة آدم على تجنب هذه الصعوبات؟
مروة رخا: نعم تعرضت لصعوبات ومن الممكن أن يكون أهمها هو انني لم أستطيع معرفة مهاراتي. فلقد كنت شخص متوسط لست بجيد ولا بسئ، ولكن المواد التي كنت جيدة بها هي المواد التي كانت تنم عن موهبتي ومهاراتي وبالتأكيد كنت أود ان أستكشفها في صغري وليس في الثلاثينيات من عمري. فمثلا مهاراتي في تعلم اللغات، فاللغة الإنجليزية إكتسبتها من سفري مع والدي والذي لم يستمر سوى تسعة أشهر، كان عمري في ذلك الوقت ثمانية سنوات فما حدث لي هو انه تم تخزين هذه اللغة في عقلي وعندما وجدت البيئة المناسبة استطعت التحدث بطلاقة دون خوف، كما ان لغتي الإنجليزية ساعدتني كثيرة في دراسة العلوم باللغة الإنجليزية، فأنا كنت أفهم خطوات التجارب وأقوم بشرحها ولم ألجأ إلى الحفظ مثل بقية أقراني. أما اللغة الفرنسية التي تعلمتها منذ الثامنة من عمري ودرستها أيضا في الجامعة لم أستطع التحدث بها مثل اللغة الإنجليزية. وذلك بسبب طريقة دراستي لها فالتعليم يعتمد على الحفظ فقط لتخطى الامتحأنات فاللغة لابد للإنسان أن يمارسها ويعيش بها.. أما الرياضيات فكانت من أصعب المواد بالنسبة لي أيضا فهي تعتمد على الحفظ. أما في التعلم بطريقة المونتيسوري طفل يبلغ من العمر خمس سنوات يستطيع التفرقة بين الأحاد والعشرات فالمطلوب منه هو إستيعاب كيف يقوم بالعملية الحسابية وليس الحفظ. فهدفي فتعليم آدم هو التعلم من أجل التعلم، فعلى الرغم من عدم حصوله على شهادات وهو الشيء الذي لا يهمني أيضا فأنا أرى أن التعليم الجامعي ليس مناسب للجميع.
مجلة انفلونسرز توداي: ما أكثر الأشياء المرهقة نفسيا وجسديا في مجال عملك في التدريب؟
مروة رخا: جسديا لا يوجد أشياء مرهقة وذلك لأن عملي الآن ليس وجها لوجه فهو من خلال المنصات، أما نفسيا فأكثر ما يرهقني هو التعامل مع الأمهات فهن يريدن النتيجة سريعا وليس التعلم، وهو ما يتضح من خلال الأسئلة التي تطرح من بعضهن، وأيضا ما يرهقني نفسيا الأمهات اللاتي تخلين عن فطرتهن ويقومن دائما بالشكوى من أطفالهن من أفعالهم التي تعد مرحلة وستنتهي بالتأكيد، وأيضا الإستعجال والمقارنة فهناك أمهات لا يردن بذل جهد كافي.. ولكن أيضا يوجد أمهات بطلات يحاولن ويبذلن قصارى جهدهن لتعليم ومساعدة أبنائهن
مجلة انفلونسرز توداي: هل تعرضتي للتنمر من قبل؟
مروة رخا: بالطبع تعرضت للتنمر في طفولتي. فأنا كنت طفلة سمينة فتعرضت للتنمر كبير على شكلي وأيضا بسبب شعري، فلم يكن حينها الشعر المجعد يواكب الموضة كما هو الآن فهناك أغنية “دبدبوبة التخينة“ التي كانت دائما عندما أسمعها مع العائلة يبدأون هيا يا مروة ويحاولون التلميح والإستهزاء بوزني وأنا صغيرة. أثر بي التنمر كثيرا وخاصة انه كان يأتي من العائلة ومن المعلمين ومن زملائي أيضا وبسبب ذلك التنمر كنت سنوات كثيرة أفقد الثقة بنفسي وهناك أشياء مازالت عالقة في ذهني حتى الآن، وعلى الرغم من أن وزني مناسب من جميع الجوانب إلا انني عندما أنظر إلى المرآة أرى نفسي سمينة. أما عندما كبرت أصبح للتنمر شكل آخر وأكثر كلمة ربما “يا مجنونة”.
أما سلاحي الأول ضد التنمر الآن هو “مفيش ناس ناس مين“. فلم تعد هذه الكلمة لها وجود بالنسبة لي عندما يقول لي أحد “يا مجنونة.. الناس هتقول عليكي ايه؟” ناس مين لم يعد يهمني ذلك وأنا لست مدينة لأحد وبالتالي لا يجب عليا تبرير ما أفعله. والآن لا أرى أن صفة الجنون تنمر بل أراها ميزة ولكن حتى أكون ذلك السلاح أصبحت لا أهتم بالكلمات السيئة ولا حتى الكلمات الجيدة.. نعم جيد أن الكلام السيئ لم يعد يؤثر بي، ولكن لم تعد الكلمات الجيدة تؤثر بي أيضا وهذا ليس بشيء جيد أبدا.
مجلة انفلونسرز توداي: كيف نبني جيل جديد يحارب التنمر أو يرفضه؟
مروة رخا: مينفعش نقول جيل جديد بيحارب التنمر. لأنه ببساطة الطفل بيلاقي أهله بيتنمروا على شخص بسبب لون بشرته أو شعره أو وزنه، فالموضوع بيتحول بالنسبة له أنها خفة ظل وليس تنمر والطفل يمتص ذلك، من الممكن أن يظل هكذا حتى ينضج ربما يتغير ولا يتنمر على أحد، ولكن داخل بيته وأسرته أعتقد التوجيه لمحاربة التنمر عليه أن يكون من الأسرة ثم الطفل، وعلينا أن نبحث عن المؤثرات الأخرى ربما القصص (صفات الأميرة والبطل ومن دون ذلك سيكون خادم مثلا)، أو كتب المدرسة لابد للنظر للبيئة المحيطة للطفل أولا.
مجلة انفلونسرز توداي: ما المقولة المفضلة التي تؤمنين بها؟
مروة رخا: كل مرحلة وليها المقولة الخاصة بالنسبة لي، فمثلا في أيام العلاقات العاطفية “اللي ميحطتنيش كحل في عيني محطهوش جزمة في رجلي“، أما عندما حينما بدأت رحلة التعلم المونتيسوري كانت مقولتي المفضلة “اللي في عين وراس يعمل اللي بيعملوه الناس”، أما عندما بدأت التدريب والكورسات وبدأت بعض الأمهات المحبطات يقولون أنني أحبطهن فقالتلي عمتي مثل أصبح هو المفضل بالنسبة لي “الشاطرة تجري وتمد والبليدة توقف وتعد”.. بمعنى الشاطرة تجري وتنجز أما البليدة توقف وتعد الصعوبات وتشتكي وتمتص الطاقة السلبية وهذه هي مقولتي المفضلة الآن.
مجلة انفلونسرز توداي: لماذا كانت أول كتاباتك باللغة الإنجليزية، وهل اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر وضوحا إذا أردنا الكتابة في مجال العلاقات؟
مروة رخا: في بدايتي كانت بالإنجليزية الفترة دي وهي كانت فترة طويلة منذ عام2005 حتى حملي في آدم2010 كان فيه حاجز نفسي بيني وبين اللغة العربية بالنسبالي وقتها كانت اللغة اللي المجتمع بيتكلم بيها المجتمع الذي خنقني المجتمع اللي بيقول عليا مجنونة، المجتمع اللي بيتنمر عليا.. اللي بيهاجمني اللي بيشتمني (الشتيمة كلها كانت بتيجي بالعربي)، فكان هناك حاجز نفسي كبير بيني وبين اللغة العربية. لم أكن قادرة على التعبير ولم أكن قادرة على القراءة بهذه اللغة، أيضا لم يكن الأمر متعلق بالكتابة عن العلاقات لكن اللغة العربية كانت تمثل الأشياء التي انقدتها في كتاباتي الثقافة، العادات، والتقاليد.. ولكن ما حدث أثناء حملي بدأت أقرأ كل الكتب الخاصة بنوال السعداوي التي أستطعت الحصول عليها، فوجدت انها تستطيع التعبير باللغة العربية عن مواضيع شائكة بصورة جيدة للغاية، فمنذ ذلك الوقت بدأت القراءة باللغة العربية، وعندما انجبت آدم أكتشفت أنني لا أريد لآدم أن يكون لديه هذا الحاجز للغة العربية.. فأصبحت أقرأ له باللغة العربية وحأولت أن أنطق الحروف بطريقتها الصحيحة. حاولت أن أحببه في اللغة العربية منذ صغره من خلال القصص اللطيفة.
وعندما بدأت الكتابة بعد أن أتم آدم ثلاث سنوات، كان لابد من الكتابة باللغة العربية ليستفيد الناس.. “لأن الناس عايزة الكلام بالعربي” لأنهم يعيشون هنا وهذه لغتهم، فحاولت الكتابة بلغة عربية سليمة وسلسة، ومع مرور الوقت بدأت أكتب وأفكر باللغة بالعربية. في البداية كانت كتاباتي وكأنها مترجمة ولكن بالتدريج الكلام بدأ يطلع.. واحدة بتعبر عن نفسها باللغة العربية وراح الحاجز النفسي، وبدأت أعيش الحياة التي كنت أتمناها بمبادئي بقنعاتي فأنا لم أخذل نفسي في هذه المرحلة.. من الممكن الآن الكتابة باللغة الإنجليزية ولكن ذلك يتوقف على الموضوع الذي أريد التعبير عنه، فمثلا وفاة أبي كان هزة نفسية بالنسبة لي، فذلك الوقت عبرت عما بداخلي باللغة العربية العامية، وأيضا عندما كتبت شعر كتبته باللغة الإنجليزية فالتعبير عن الذات يختلف بإختلاف الموقف. وأول مرة كتبت باللغة العربية كانت عام 2007 في مجلة “إحنا“ باللغة العامية، وكتبت باللغة العربية في “الحب ثقافة” ومازالت مقالاتي على موقعهم، ولكن ذلك كان بعد إتمام آدم الثلاث سنوات.
مجلة انفلونسرز توداي: نشكرك يا مروة على هذا الحوار المثمر وعلى أعمالك المبتكرة ومجهوداتك الفعالة كمؤثرة حقيقية.