بالحصان والسيف فارسة مصرية تتربع على عرش العالمية: آية عيسى وقصة نجاحها مع رياضة الكلا

صحافة: نورهان فؤاد

تحرير: محمود منسي

“وراء كل إمرأة عظيمة رجل عظيم كمان” هكذا أجابتني الفارسة المصرية العالمية آية عيسى والتي تعد أصغر مدربة إمرأة لرياضة إلتقاط الأوتاد (الكلا) على مستوى العالم (حاصلة على لقب أفضل مدرب في عام 2019) عندما سألتها عن أكثر الداعمين لها في مسيرتها الرياضية وصولاً لكأس العالم وإمتلاك أكاديمية خاصة لتدريب الفروسية وإلتقاط الأوتاد وحكم دولي شارة ذهبية، فأجابت بكل ثقة وبعين يملؤها الفخر والإمتنان “بابا العظيم”..  ليبدأ من هنا حديثي معها عن دورها ورحلتها كقائدة في مجال فتح أبوابه على مصراعيها لترحب بالمرأة المصرية التي كانت وستظل دائماً قادرة على رفع علم مصر في سماء العالمية، حديث ملأه التحدي والقوة والأمل لا يليق إلا بالفرسان، وكما جاء في الموروث الشعبي عن الخيل غزلاً  “للخيل عز وراعي الخيل خيال ياسعد منهو في حياته قناها”.

وبجانب الشق الرياضي لآية يوجد جوانب أخرى في حياتها ككونها إمرأة قدوة، ورائدة أعمال، ومتطوعة، وانفلونسر، في الأنشطة المجتمعية والإعلامية..

الجدير بالذكر بأن آية عيسى تخرجت من كلية اللغة والإعلام من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري عام 2017، وتم تكريمها بدرع الأكاديمية في اليوبيل الذهبي – إحتفالية مرور 50 عام على تأسيس الأكاديمية – من قبل رئيس الأكاديمية سعادة الأستاذ الدكتور إسماعيل عبدالغفار إسماعيل فرج، بعد عرض الفروسية والكلا التي قامت به إعتزازاً بكليتها وجامعتها..

وفي رمضان 2023 مثلت آية رياضة الكلا بظهورها المبهر في إعلان بنك مصر جوايا نور.. ماينطفيش” كرمز من رموز شباب مصر المؤثرين.

مجلة انفلونسرز توداي: انتي تعتبري أصغر مدربة عالميا لرياضة الكلا، انك تكوني مدربة ست لفريق شباب ده يعتبر تحدي بالذات هنا في مصر وفي مجتمع شرقي خاصة أن رياضة الكلا مش منتشرة.. يعني دايما مدرب فريق الرجالة راجل ولو فريق بنات ممكن تبقي مدربة ست.. أكيد قابلتي تحديات.. شايفة التجربة دي ازاي؟

آية عيسى: بمجرد ما بقيت مدربة بنت للعبة فيها أسلحة وخيل و”أكشن” ناس كتير من اللي أعرفها ابتدت تغير نظرتها ليا وبقت نظرة إستغراب ويمكن عند بعض الناس عدم تقبل للفكرة. أما من الناحية المهنية في الوسط بتاعي بما اني بقيت أصغر مدربة للرياضة دي، فأنا كنت بشوف تحديات كتير بسبب عوامل كتير جدا.. يمكن علشان أنا إمرأة في مجال بطبيعته أكثره رجال في الشرق الأوسط، أو يمكن علشان سني أصغر، أو يمكن إن فعلياً في أي مكان مجرد إن أي حد مختلف بيمسك منصب جديد بغض النظر عن جنسه أو سنه، فبيكون محور شك أو “فضول” من الناس، لغاية ميثبت نفسه خلال أداءه في الشغل وتعاملاته مع الناس وطريقته لتناول التحديات، وأهم حاجة النتائج الملموسة وقصص النجاح.. وبكده بيكسب ثقة الناس.. وده تعريفي الخاص للقيادة. وده دليل إن الفرص للقيادة وتمكين المرأة في مصر عالية ومتاحة للي بتشتغل على نفسها وتقوم بدورها على أكمل وجه.

مجلة انفلونسرز توداي: بما إن عندك أكاديمية خاصة لرياضة الكلا (Gallop Away)، يعني من بدايتك في دور القوات المسلحة لأكاديميتك الخاصة، أكيد طبعا كانت رحلة كبيرة.. كلمينا عنها شوية وعن أهدافك اللي جايه وخططتك للكلا في مصر؟

آية عيسى: بدايتي طبعا في نادي الجيش (نادي فروسية القوات المسلحة).. من وأنا عندي 4 سنين بركب في النادي! طبعا بتختلف كتير جدا لما بتبتدي في مكان قوي وإحترافي فأكيد ده فرق معايا من وأنا صغيرة. أنا ابتديت بركوب خيل هناك واتعلمت هناك بردو إلتقاط الأوتاد. في الحقيقة الفروسية في نادي الجيش علمتني حاجات كتير.. أنا والدي أصلا ظابط جيش وهو اللي شجعني، وده مدني بمهارات التواصل اللي عرفت أبقى بيها أول مدربة ست مش بس في نادي الجيش ولكن على مستوى مصر! والحمد لله دايما الفريق اللي معايا بيحصلوا على أعلى المراكز ومن ضمنهم السيدات والناشئين. فطبعا السنين اللي قضيتها في نادي الجيش كمتدربة وكمدربة علمتني كتير جدا، وعلمتني إزاي أدير الأكاديمية بتاعتي دلوقتي وإزاي اتصرف وأنا لوحدي. الحمد لله لحد ما مشيت من هناك فضلت قادرة أثبت نفسي وأثبت أنا وفريقي مكانة مصر في اللعبة قدام العالم كله.. وإني أفتح مكاني الخاص دي حاجة كبيرة طبعا وده كان ضمن خطتي اللي تشمل: (1) ترويج و(2) تطوير اللعبة في مصر.. وده بإني فتحت مكان لكل الناس والأعمار المختلفة ولأي حد يقدر يمارس الرياضة دي، والحمدلله أنا دلوقتي بتكلم على أرض الواقع في مكاني، وأنا فعلا دخلت عدد يعتبر كبير (15 شخص) في موسم واحد، كلهم مدنيين ومكانوش يعرفوا أي حاجة عن اللعبة. الجزء التاني من الخطة اني طبعا أطورها.. أنا بتكلم أنا كمصر، ك الإتحاد المصري للفروسية، وطبعا الإتحاد الإفريقي للفروسية، والإتحاد الدولي للفروسية، كلنا بنسعي إن رياضة الكلا تدخل الأولمبياد عشان يبقي ليها جماهيرية أكبر وشغل أكتر، والحقيقة الإتحاد المصري شغال عليها كويس جدا جدا الفترة دي عن قبل كده.

مجلة انفلونسرز توداي: في رأيك ايه اللي ممكن يتعمل بشكل عام عشان رياضة الكلا تاخد حقها وتنتشر ويبقى ليها تواجد عالساحة الرياضية أكتر في حين أنها بتعلم قيم نبيلة ومهارات كبيرة جدا سواء للشباب أو البنات؟

آية عيسى: طبعا الفروسية عموما بتعلم مهارات وقيم نبيلة، والكلا بتعلم مهارات أكتر وشغل أكتر على الخيل. رياضة الكلا عشان تاخد حقها في الإنتشار لازم الأول تبقى رياضة الناس كلها تسمع عنها أولاً وتعرف إزاي تنضم ليها ثانياً، وثالثاً إنها تتمارس بشكل مظبوط.. ودلوقتي بدأ يبقى فيه أكتر من أكاديمية خاصة وبالتالي العدد الجماهيري بيكبر، وطبيعي أول ما يبقى فيه عدد جماهيري كبير هنلاقي الرياضة انتشرت بشكل تلقائي بدون مجهود لأن كل ما بيكون فيه جماهيرية كل ما بتبقى متشافه أكتر وبيبقي ليها رعاه مهتمين بيها أكتر.

مجلة انفلونسرز توداي: طيب وممكن نعرف دور آية الفردي ك “انفلونسر” في الانتشار ده؟

آية عيسى: أنا يمكن مش أحسن حد يستخدم السوشيال ميديا للإنتشار، لكن أنا مؤمنه إن الشخص الملهم بجد واللي ليه تأثير حقيقي في المجتمع هو الشخص اللي فعلا بيقدم شىء حقيقي يفيد بيه مجتمعه وبلده والناس عامة. أنا مهتمه جدا بتدريب الناشئين وتشجيعهم من خلال صحفتي على الإنستجرام واني أربي جيل بيتحلى بأخلاق الفرسان. مهتمه جدا بردو بدوري الداعم للمؤسسات الخيرية واني أسيب أثر طيب عن الفرسان والرياضيين في قلوب الناس اللي إحنا دايما لازم نكون جمبهم وندعمهم.. يعني إحنا (أنا وتيم الأكاديمية) كنا لسه مثلا في مستشفي 57357 وفرحنا الأولاد وركبناهم خيل وقضينا معاهم يوم جميل نتمني نكون أسعدناهم زي ماهما أسعدونا، وعملنالهم حاجة مختلفة لأنهم أبطال بجد وبجد بشكر كل اللي شارك وساعدنا اليوم ده.. نزلت قبل كده بردو في عيد الفطر بالخيل أنا وأروى قاسم الفنانة والفارسة الجميلة، ووزعنا عيديات البهجة على الناس بعد صلاة العيد، وبجد الناس كانت فرحانة جدا وفرحنا معاهم وحسينا اننا عملنا حاجة مختلفة.. وكررت ده في العيد الكبير برعاية أكاديميتي والناس فعلا بتفرح وبتفرحنا بردود الأفعال. بالنسبة بردو للسوشيال ميديا أنا بحاول قدر الإمكان إن الناس تبقى عارفه كل جديد بقدمه في المجال كفارسة مصرية وفي المطلق نشر الأخبار المحلية والدولية عن الرياضية.

مجلة انفلونسرز توداي: هل الإقبال زايد في مصر على حضور مسابقات الخيل عن ال 10 سنين اللي فاتت ولا قل؟ خاصة إن الإقبال ده حاليا عالي في دول عربية أخرى؟

آية عيسى: الإقبال زايد على فكرة عن قبل كده، بالذات زايد في مبارايات القفز. إحنا بنتكلم أن كل موسم رياضي جديد، كل سنة فيه إشتراكات جديدة يعني فيه عائلة زادت وصحاب زادوا وجمهور زاد وسياس أزيد، فالمنسوب زايد مش بيقل. الحمدلله بردو السنة دي إلتقاط الأوتاد شافت عدد من الجمهور مكانش بيتشاف قبل كده نهائي ف ده بردو يضاف للإتحاد المصري للفروسية. إحنا بس مبقاش عندنا سباق للخيل لأن المجال ده بصراحة مش مستحب اوي لأن إصاباته خطيرة جدا على الخيل، ومش كل الدول هتدعم الموضوع ده.. لكن في النهاية المنسوب زايد مش قالل وزايد على كل الدول حتى الدول العربية اللي مكناش نتوقع إن هنشوف فيها بنات بتمارس الرياضة دي لا بقينا بنشوف الدول بتنزلهم ستوريز وريلز والموضوع بقى أحسن شوية من زمان.

مجلة انفلونسرز توداي: عالمياً بتقام مسابقات فروسية كتير زي ديربي ودويتش سبرينج وميلبورن كاب وبيبقي ليهم موسم كل سنة، ايه المسابقات المشهورة في مصر من النوع ده؟ وليه مش بتاخد حقها في الرواج والإنتشار زي رياضات أخرى بالرغم من دور السوشيال ميديا في تسليط الضوء على أي حاجة؟

آية عيسى: طبعا عندنا، عندنا هنا Jumping Champions League أو “دوري أبطال الفروسية لقفز المــوانع بمصر“.. إحنا فعلا محتاجين دعم السوشيال ميديا أكتر من كده خصوصاً إن إتحاد الفروسية حقيقي بيعمل حاجات خارقة بإمكانيات قليلة جدا. إحنا نعتبر أول سنة يبقى فيه شركة شغالة على السوشيال ميديا اللي هي شركة “بيرويت” للتسويق الرقمي (Pirouette Digital Marketing)، ودي يمكن تبقي أول مرة في مصر ان يبقى فيه شركة زي راعي لتصوير الفرسان.. بس أكيد محتاجين دعم أكبر. أنا أعتقد أن رياضة إلتقاط الأوتاد هي الرياضة الوحيدة في مصر اللي حصلت فيها مصر على كأس العالم مرتين على التوالي!

مجلة انفلونسرز توداي: في سنة 2019 نشرت مجلة دريسيج نيوز المتخصصة في أخبار رياضة الخيل إن نسبة الفائزين في مختلف رياضات الخيل هن نساء، وده مكنش موجود زمان.. أيه تعليقك على الإحصائية دي؟ وايه نوع التمكين اللي بيحتاجله لاعب الكلة بشكل عام؟

آية عيسى: والله المتعارف عليه أن الستات دايما شاطرين بقى في كل حاجة مش الفروسية بس. هقولك على حاجة، إحنا عندنا بنات كتير أبطال بجد ومواهب كتير جدا. برا بيتم دعم الأبطال دايما سواء دعم شخصي أو رعاية رسمية للبطل نفسه (سبونسر)، غير النادي بتاعه.. وطبعا ده هنا صعب جدا جدا نادرا ما بتلاقي حد ليه رعاية رسمية، غير لو حد قدر إنه يشتغل على ال personal brand بتاعته وقدر بعلاقاته وسلسلة نجاحاته يقنع الشركات إنها تستثمر فيه. ده غير بقى أن رياضة الخيل من الأساس رياضة مكلفة جدا، يمكن تكون من أكتر الرياضات المكلفة في العالم! فممكن نقول برا الناس بردو كتير عايشين في مزارع وخيلهم عايشة معاهم فالموضوع مش زي هنا، يعني مثلا مش هنلاقي بنت هنا في قرية صاحية الصبح واخده خيلها ورايحة بيه التمرين وراجعة.. طبعا استحالة! هتلاقي اللي بيفكر يمارس الرياضة بيبتدي بقى يفكر لسه يشتري حصان ويشترك في نادي، فالموضوع مش سهل. بالنسبة بقا للكلا إحنا لينا منتخب نسائي، فيه منهم بطلوا وفيه ناس لسه بتلعب. أنا مش هقدر أجيب سيرة أي حد غير سيرة منتخب مصر طبعا اللي بيشرف مصر دايما فوق في السما، منتخب حقيقي “مرعب”! وهما كابتن محمود زقزوق، كابتن غالي صفي الدين، كابتن محمد فوزي، كابتن راني هاملت، كابتن أحمد بكر، كابتن أيمن عبد النبي، كابتن مصطفي إدريس.. الأسامي كتيرة بس أنا حابة أسلط الضوء على الأسامي دي بالأخص. الناس دي بجد ناس مرعبين بالنسبة للعالم، اسم أي واحد فيهم بيخض أي لاعب برا زي أسطورة مارادونا في الكورة مثلا. الجيل ده في إلتقاط الأوتاد هو اللي حقيقي معلم وهيعلم مع كل الأجيال اللي جاية في الرياضة.

مجلة انفلونسرز توداي: انتي دربتي أعمار مختلفة من الشباب والبنات والأطفال، ايه الاختلافات اللي كنتي بتلاحظيها في شخصيتهم ومهاراتهم بعد مده من تمرسهم ركوب الخيل؟

آية عيسى: رياضة الخيل طبعا بتعلم حاجات كتير اوي زي الصبر، الإعتماد عالنفس، الشجاعة، إدارة المخاطر، بيعلمك تكون صاحب قرار، وبيخليك تتعلم من أخطائك.. فمفيش حاجة مثلا اسمها انك تكرر الغلط! بيكون شخصية تانية تماما.. وأثبت كتير جدا أن الحصان بيعالج أمراض لا حصر لها، فركوب الخيل بيساهم في علاج أمراض زي ال ADHD، والتوحد، و والأمراض النفسية، والمساهمة في علاج حالات الشلل ويسمى بال (Hippotherapy).. ده غير إن ركوب الخيل يعتبر مدرسة كبيرة جدا.. يكاد يكون موازي للتعليم والمدارس. ودايما أنا بنصح أن الأهالي يعلموا ولادهم ركوب الخيل حتى لو جمب رياضة تانية ومش هو الرياضة الأساسية لأنها فعلا هتفرق كتير جدا في بناء وتشكيل شخصياتهم.

مجلة انفلونسرز توداي: كلمينا شوية عن بطولة تصفيات كأس العالم يناير 2023 اللي أقيمت في وادي الفروسية.

آية عيسى: عايزه أقولك أن رئيس الإتحاد الدولي للفروسية (FEI) الأستاذ إنغمار دي فوس، قد أشاد بتنظيم مصر “المبهر” وأبدى ندمه أن كأس العالم نفسه مكنش مخطط إنه يتعمل هنا في مصر، وده بفضل الإتحاد المصري للفروسية والمهندس هشام حطب اللي دايما ورا مصر، هو حقيقي دايما حريص جدا أن مصر تطلع بصورة كويسة ومميزة لأن دي صورة مصر مش صورة الإتحاد المصري للفروسية، المهندس هشام لولاه مكانتش التصفيات هتظهر بالمظهر المشرف ده. حدث التصفيات كان كبير جدا بتنظيم مبهر وبالتالي عمل ضجة جامدة مع إقبال مبهر من صحافة وضيوف.. وده الهاشتاج الخاص بالبطولة للي حابين يتابعوا أخبارها على السوشيال ميديا (#ITFP).

مجلة انفلونسرز توداي: كلمينا أكتر عن كأس العالم اللي جاي في شهر 8؟

آية عيسى: كأس العالم السنة دي هيكون في جنوب إفريقيا وإن شاء الله مصر اللي قدرت تاخد كأس العالم سنتين هتبقى قادرة تاخد كأس العالم التالت.

لمتابعة بطولات، تدريبات، مغامرات، ومحتوى الفارسة آية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *