المهندسة يارا شلبي، ليس فقط أول سائقة راليات مصرية! بل هي سفيرة مصر للرالي في الإتحاد الدولي للسيارات (FIA) وعضو لجنة المرأة لرياضة السيارات التابعة للإتحاد.. وحصلت على بطولة الجمهورية في مصر لعام 2014، 2016، 2018.. لتنال العديد من جوائز منها: سباق رالي الفراعنة الدولي وكأس الجونة للرالي وغيرها.. كما شاركت في بطولات رالي أم القيوين ورالي أبو ظبي الدولي بالإمارات، وبطولات أخرى في السعودية، المغرب، وقطر، والأردن.. فشغفها وطموحها وإصرارها يجعل منها “مؤثرة” بحق الكلمة.
بجانب السباقات والمغامرات والأدرينالين والأمومة.. يارا لها جانب مهني مميز كخبيرة ومستشارة لعديد من الشركات لتطبيقات أوراكل وتطوير البرمجيات. وفي هذا الحوار نكتشف “مواهب” و”جوانب” أخرى لحياة يارا ونتعلم ونستفيد منها جميعاً.
مجلة انفلونسرز توداي: بين رياضات ال Kitesurfingوتسلق الجبال وقفز المظلات.. وأخيرا سباقات الرالي“rally” .. إيه ممكن يكون في نشأة يارا خلاها تحب النوع ده من الرياضات؟
يارا شلبي: بصي هو النوع ده من الرياضات الناس بتحطها إن هي مغامرة وأدرينالين وكده.. بس أنا مش بشوفها كده، أنا بشوفها إنها رياضة زي أي رياضة. هي بتبقى جديدة عليا بجربها بلاقي نفسي فيها جدا وبحبها وبعرف أتفوق فيها فببقى عايزة أجربها تاني وتالت لغاية لما ممكن أوصلها لمرحلة البطولات زي الرالي وزي رياضة الباراموتور paramotor أو “محرك الطيران المظلي“.. أنا كنت خامس على العالم في 2018 على البنات في رياضة الباراموتور، وهي عاملة زي قفز المظلات كده بتعملي إقلاع من على الأرض بدل ما تنطي من الطيارة بتبقي لابسة موتور بمروحة وكل حاجة على الأرض بتخدي السرعة الكافية اللي بتخليكي تعملي إقلاع من على الأرض زيك زي الطيارة.
مجلة انفلونسرز توداي: عملتي حادثة بالموتوسيكل وبالعربية؛ ليه وقفتي موتوسيكلات بس كملتي في الرالي وإيه في الرالي مختلف بيحسس يارا بالإشباع إنها تكمل؟
يارا شلبي: لا أنا موقفتش أي حاجة، أنا حادثة العربية برغم إنه اختلاف رهيب بينها وبين حادثة الموتوسيكل، حادثة العربية أنا عدلت العربية وكملت سباق يومها يعني كانت حادثة قوية واتقلبت كذا مرة بس معايير السلامة اللي في عربية السباق مختلفة تماما عن الموتوسيكل.. العربية ممكن ميحصلش أي حاجة لو حصل حادثة ولكن حوادث الموتوسيكل بيكون فيها خطورة عالية برغم معايير السلامة المستخدمة، فالخبطة بالموتوسيكل بتسمع جامد في الجسم وبشكل مباشر! مثلا أنا مفيش حادثة للعربية قعدتني على كرسي بعجل لمدة تسع شهور! ولا كان فيها damage فيا أنا شخصيا زي محصلي مع حادثة الموتوسيكل اللي خلتني دخلت عمليتين علشان أرجع أمشي على رجليا تاني.. بس أنا موقفتش موتوسيكلات! أنا لسة بركب موتوسيكل بس مش بدخل سباقات؛ برغم إن الحادثة بتاعت الموتوسيكل مكنتش في السباق كانت بعد السباق لما كنت غيرت الموتوسيكل وبجربه وحصلت الحادثة. هما الإتنين بيدوني نفس السعادة ونفس الإحساس بالظبط، بس زي أي حد لو ناوي يدخل في مجال البطولات لازم يقرر هيبقى بطل عربيات ولا موتوسيكلات.. ممكن أبقى بطل رياضة تانية خالص بس مينفعش في نفس السباق أبقى بنزل الإثنين.. ممكن زي ناصر العطية بطل عربيات وفروسية ورماية، وزيي أنا مثلا واخده مركز على العالم في الباراموتور والرالي، أه ممكن رياضتين مختلفتين وأعرف أوفق ما بينهم بس مينفعش في نفس المكان أبقى بسابق كده وكده.
مجلة انفلونسرز توداي: شاركت في سباقات كثيرة جوا وبرا مصر.. يا ترى إيه الإختلافات بينهم؟
يارا شلبي: طبعا الحجم، والخبرة، وعدد الأيام وحاجات كثير قوي، ده حتى التجهيزات بتاعت العربية لو سباقات رالي محلية بتكون مختلفة تماما عن السباقات الدولية اللي بيبقى ليها تتجهيزات أكثر تعقيداً. عدد الأيام لسباقات الرالي المحلية بيكون يوم أو يومين بالكتير والسباق نفسه ممكن اليوم الواحد يكون بمسافة 200 كم أو 300 كم بالكتير أوي.. لكن سباقات الرالي الدولية بتبدأ من خمس أيام وطالع، زي رالي داكار “Dakar“ دا بيكون 13 يوم! أنا ما دخلتهوش بس غير طول مسافة ومدة السباق بيكون فيه صعوبة تانية وهي صعوبة الأرض والتراك إللي بنمشيه، التجهيزات اللي بتبقى محتاجة أحضرها قبل السباق مختلفة تماما؛ فطبعا ما بقدرش أنزل كل بطولة عالم لأن لازم أبقى ساعتها ممولة من الدولة مش بس السبونسرز من شركات كثير، زي ناصر العطية ممول من قطر؛ لأن الرالي رياضة مكلفة جدا جدا وتجهيزات العربية بتبقى مختلفة تماما..
مجلة انفلونسرز توداي: الأمومة والبرمجة والرالي، إزاي كل حاجة فيهم أثرت على يارا ويا ترى اتعلمتي إيه منهم؟
يارا شلبي: البرمجة والهندسة نموا عندي sense “الدقة”، بالذات في التفاصيل والتخطيط.. مبزهقش إني أفضل ورا الحاجة لغاية ما أجيب لها حل.. مش عندنا option أصلا في ال programming إن يكون فيه error أو bug، وبفضل وراها ممكن بالأيام لغاية ما أحلها. ده خلى عندي طولة النفس والإصرار. الرالي إداني ثقة بنفسي أن أنا أقدر أعمل أي حاجة، يعني أي حاجة كنت الأول بشوفها مستحيلة أو إن هي صعبة جدا وإن “إزاي هعرف أتعلم كل ده؟” و”إزاي أعرف أطلع جبل عالي بالمنظر ده!”، في الأول كان ساعات بيبقى عندي شك من إمكانياتي، بس الرالي شالي كل ال barriers دي، مبقتش متخيلة إن أي حاجة في الدنيا ممكن ما أعرفش أعملها بإذن الله، إداني ثقة مع إنها already كانت عندي بس أثبتهالي أكثر بأن مفيش حاجة اسمها بنات وولاد، كلنا سواسيةً لينا الحق إننا نحلم ونشتغل على أحلامنا.. يعني أنا أبويا مربينا البنات زي الولاد واللي أنا بعمله زي الإخواتي بيعملوه مفيش فرق ما بينا؛ بس إللي أثبتلي كده إني أدخل رياضة صعبة ومعروف عنها إنها بتاعت ولاد وأثبت فيها نفسي وأحقق فيها مراكز.
مجلة انفلونسرز توداي: السباق نفسه بيكون تحدي، ياتارا إيه أصعب لحظة مرت عليكي في سباق شاركتي فيه؟
يارا شلبي: كل سباق رالي ليه تحدي خاص، مقدرش أقول إن في حاجة أصعب من التانية لأن في راليات بتبقى صعبة جدا؛ لأن أنا مثلا اتقلبت وكان التحديات بتاعي إن أنا إزاي أعدل العربية وأكمل السباق! وأرجع من المرحلة دي عشان أجهز العربية لتاني يوم، وأعرف أدخل أكمل أسابق بيها وأكمل سباق تاني. تحدي تاني إني أتوه مثلا.. أول سباق دخلته ده تهت فيه وكان أول سباق ومخضوضة ومش عارفة هو إحنا صح ولا غلط، والناس إتريقت علينا.. سباق تاني كنت بالموتسيكلات وكانت أول مرة ليا، الموضوع صعب وكنت مجهدة جدا جدا بس بكمل وبعافر لغاية لما أطلع مركز وساعتها بنسى كل إللي فات. فأنا مقدرش أقول أنهي كانت أصعب لحظة كل رالي ليه ال challenge بتاعه قليل قوي لما بيبقى رالي من أوله لآخره الدنيا فيه smooth أو بسلاسة.. بس في أوقات أقدر أقول مثلا أول رالي دولي دخلته كان في مصر هنا كان اسمه رالي الفراعنة.. ده كان أكبر تحدي، كان أول رالي كبير قعد خمس أيام في الصحراء، والعربية كنت خايفة متكملش معايا! والنظام كان مختلف في السباق ده عشان كنت داخلةlocal category إن لو فيه يوم واحد مكملتش مش هتعامل زي باقي المتسابقين اللي داخلين على category تانية، لأ خلاص كده هطلع من السباق خالص.. فكان مفيش حاجة اسمها مثلا يبقى عندنا مشكلة في يوم محدد أو حصلت حاجة غير متوقعة فمعرفش أكمل، فأخد وقتي وأحل المشكلة وأكمل تاني يوم بعديها.. لأ ده كان stressful جدا بالنسبالي! وفزت ساعتها الحمد لله بالمركز الأول على ال local category.. هي بس الفكرة كلها في الخبرة.. يعني كل مرة بتخلي الواحد مهما شاف في الرالي بيخليه هادي وبيعرف يتعامل بهدوء لكن كل الراليات لها تحديات مختلفة يعني، وكلها في الآخر بتزود في ثقل الخبرة.
مجلة انفلونسرز توداي: تقولي ايه للبنات تشجيعاً لهم عشان يدخلوا رياضة الرالي؟
يارا شلبي: أنا مش بشجع البنات إنهم يدخلو أو ميدخلوش، أنا بشجع أي بنت تعمل أي حاجة هي شايفة نفسها فيها ولاقياها حاباها، وعايزة تعرف عنها أكثر ونفسها تتعلمها سواء بقى رالي، طبيخ أو رياضة تانية خالص ملهاش أي علاقة برياضة الولاد. فأي واحدة لو مش داخلة عشان تثبت حاجة لحد أو تثبت إن البنات بتعرف تعمل الحاجة دي ولا داخلة تحدي مع حاجة؛ لا هي داخلة عشان بتحب الحاجة دي.. هي لازم تعملها ومتضيعش وقت أكثر من كده أنها تبدأ فيها.. بخصوص الرالي ممكن تجيب عربية صغيرة قديمة زي ما أنا عملت تتعلم عليها، يعني بأي شكل تبدأ الموضوع ب scale صغير لو إمكانياتها ماتسمحش، لحد ما الموضوع يكبر معاها.. وماتسمحش لأي حد يقول إن دي حاجة مش بتاعتك سواء بقى رياضة أو غيره أو شغل أو أياً كان.. مفيش حاجة مش بتاعت حد! أي حد يقدر يعمل ويتفوق جدا في أي حاجة بيحبها ونفسه يكون شايف نفسه فيها كويس.
مجلة انفلونسرز توداي: إيه عوامل الأمان والسلامة إللي بتحرصوا انها تكون موجودة في السباقات؟
يارا شلبي: عوامل الأمان والسلامة في السباقات، هي أصلا من أهم المعايير اللي بتؤهل العربية إنها تدخل السباق أو لأ، والمعايير دي بنسميها ال safety measures. الناس بتبقى فاكرة إن العربية عشان تدخل تسابق لازم يكون الموتور بتاعها مش عارف عامل إزاي ومعدلة فيها إيه وبتاع زي مبنشوف في الأفلام كدة.. كل التعديلات الميكانيكية دي مهمة فعلا بس بتكون للسواق عشان يعرف يسابق بأداء أحسن أو يحقق مركز، بس مش للمنظمين.
من أهم عوامل الأمان حاجة اسمها “قفص دوار” أو رول كيج roll cage، ودي عبارة عن قضبان حديد بتبقى جوة جسم العربية، بتحافظ عليها إن هي لو لا قدر الله اتقلبت أو اتخبطت مثلا متقفلش على السواق والملاح اللي جوا.. بتحافظ على حجم العربية خلال توزع الصدامات بشكل معين، وهي متصممة مخصوص عشان كده. بتكون في أرض العربية في الشاسيه عشان متطبقش العربية. الكرسي بقى بيكون متصنع من مادة الكربون الفايبر وظهره مبيرجعش لورا، لا هو حتة واحدة مصبوب بياخد شكل ومقاس الجسم والدهر ومبيتغيرش. أما بخصوص حزام الأمان بتاع السباق ده بيبقى مش حزام “نقطة واحدة” زي اللي عندنا one point، لا هو بيكون six point مكون من “ست نقاط”. في حاجات تانية مهمة زي “جدار الحماية” أو ال firewall، اللي هو بيفصل الكبينة بتاعت السواق عن باقي جسم العربية، لأن بقية جسم العربية بيبقى فيه تنك البنزين وباقي المعدات والحاجات دي لو لا قدر الله حصل إنها انفجرت أو فيها نار هتكون خطر مباشر، فهنا بيجي دور جدار الحماية انه بيدي وقت ومساحة للسواق والملاح إنهم يطلعوا من العربية. أما تانك البنزين نفسه بيبقى بمواصفات معينة اسمه “خلية وقود” أو fuel cell مش تنك بنزين عادي؛ ده بيبقى جواه سفنج بطريقة بحيث إن السفنج ده بيشرب البنزين كله مفيهوش هواء خالص، فبالتالي مبيسمحش للبنزين يشتعل لأن البنزين عشان يشتعل بيبقى محتاج هواء. اللبس نفسه بتاعنا البدلة والجزمة والخوذة والقفازات وكل الحاجات دي بتبقى مضادة للنار وبتبقى بمواصفات معينة عشان بتحمينا.
مجلة انفلونسرز توداي: مش بس طموحاتك ونمط حياتك مختلفين، ولكن بيتك ومحل إقامتك بيعكسوا هوية يارا المميزة.. حالياً أنتي عايشة في كرفان صنعتيه بنفسك من أتوبيس مستعمل، هل تعرضتي لأي انتقادات أو تعليقات سلبية مثلا نتيجة القرار ده، ولو ده حصل يا ترى واجهتيها إزاي؟
يارا شلبي: لا هو مش نقد على قد ما هو استغراب.. “إيه ده بجد إنت بتتكلمي جد! إنتي هتعملي كده فعلا؟”، إن الناس في الأول كانت واخداني lightly كأني بهزر أو بتصنع.. اللي هو “أه أه أكيد طبعا مش هتعملي كده”. ولما بدأت آخد خطوات فعلية اللي كان بيتريق ومكنش مصدق صدق وبدأ يتحمس! وفي ناس طبعا متحمستش وبتشوف إن ده استهتار وإنه “لأ مش صح” إنه أنا أعمل كده. بجميع الأحوال أنا طول عمري مبهتمش خالص لكلام الناس طالما أنا ما بعملش حاجة لا عيب ولا حرام، ويمكن ده من فضل تربية أهلي ليا إني أفكر بالمنطق ده.. طالما أنا عارفة أنا بعمل إيه ودارساه كويس وهو مش عيب ولا حرام اعملي إللي إنتي عايزاه سواء بقى رياضة غريبة ولا هعمل أتوبيس أو هعمل أي حاجة، بس بعمله وعملته وكل اللي انتقدوا شافوا في الآخر اتبسط، واللي كان متخوف من عوامل أمان أو إنه هيكون ضيق أو إنه مش هيكون مريح، لما شاف عوامل الأمان اللي أنا حققتها في الأتوبيس إطمنوا واتبسطوا.. فالناس دلوقتي مبسوطة، بالعكس متحمسين وعايزين يعملوا زيي حاجة كده.
لمعرفة معلومات أكثر عن قصة كرفان يارا شلبي وآلية تصنيعه
مجلة انفلونسرز توداي: طيب إيه مميزات وعيوب إنك تبقي عايشة في كرفان؟
يارا شلبي: المميزات أنه إن شاء الله يعني لما أعرف أجدد الرخصة بتاعته لأن عندي مشكلة في تجديد رخصته إنك هتعيشي ببيت بالمواصفات اللي بتحبيها تاخدي معاكي في أي حتة في العالم! مبدئياً هبقى في كل حتة في مصر وبعدين هطلع برا مصر، فأنتي مش محتاجة تعملي packing وunpacking وحجمه الصغير ده مخليه سهل جدا إن هو يتنظف.. وبيخليكي بقا تقدري “قيمة” الحاجات.. يعني إحنا عندنا حاجات كتير أوي وبعدها طبقت مبدأ “الحدنوية“ أو ما يسمى أيضا بال minimalism. آه المميزات برضه إني كنت بدفع إيجارات عالية جدا للبيت بتاعي عشان يبقى في مكان مناسب، ومكان جنب مدرسة إبني، ومكان حي راقي وكده.. أنا دلوقتي مبدفعش إيجارات وأقدر أوجه الفلوس إللي كنت بحطها في إيجارات لبيت تمليك يبقى بتاعي في أي حتة بقى.. العيوب ممكن تريقة الناس وكلام الناس لأن ده اللي خلى إبني مثلا عنده 13 سنة كان الأول متحمس جدا للموضوع وبعدين شوية شوية مبقاش متحمس زي الأول وعايز إننا نقعد في بيت ومش عايز يكمل يعني.. فده كله عادي وجزء من مرحلة نمو أي شخص الفكري وأنا بحترم رأيه.
مجلة انفلونسرز توداي: فيه أسباب كتير نشكرك علشانها يا يارا.. فشكرا لكونك انفلونسر مميزة، وشكرا لحرصك إنك تجاوبي كل سؤال بدقة وإستفاضة علشان كل القراء تستفيد.
