دور السوشيال ميديا في نشر الشائعات: حوار مع الصحفية والدكتورة مها سليمان

صحافة: سعاد علي

تحرير: محمود منسي

د. مها سليمان، عاشت تحلم بدخولها كلية فنون جميلة ولكن القدر قدر لها أن تلتحق بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وتخصصت في علم “الاجتماع السياسي”، وقررت تعمل رسالة الدكتوراه بتاعتها في مجال علم “الشائعات”.. ومن هنا ابتدت سلسلة النجاحات والإنجازات.. في سنة 2020، أصبحت عضو لجنة التدريب والتطوير في تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وفي سنة 2021 أصبحت نائب رئيس مجلس الإدارة بمؤسسة روح الحياة للتنمية، وأخيرا في سنة 2022 أصبحت عضو مجلس إدارة بمؤسسة دار الهلال الصحفية.. د.مها شخصية مؤثرة بقلمها ودراستها وندواتها واللقاءات الإعلامية المستمرة، بالإضافة إلى كونها مدربة لعديد من الشركات. متمنيين لها المزيد من النجاحات والانجازات..

مجلة انفلونسرز توداي: أنتي ناجحة وملهمة في عدة مجالات، من ضمنهم “علم الإجتماع السياسي”، امتى بدأتي فعليا تشتغلي على هدفك؟

مها سليمان:أنا كنت من الناس اللي مكنتش عايزة تخش كلية آداب كنت عايزة أدخل فنون جميلة بس فرقت معايا على ربع في المية ف دخلت كلية الآداب، ف حطيت هدف لنفسي اني أجيب تقدير وأبقى معيدة في الكلية ولكن محصلش نصيب.. وأول ترم جبت تقدير مقبول مع اني كنت من الناس اللي بيقولوا عليها “دحيحة” وكنت بشرح للطلبة لما حاجة تقف معاهم ولكن كنت بجاوب بطريقة مكنتش بتخليني أجيب تقديرات.. ولكن ميأستش وقررت أجيب تقدير وبدأت أقعد مع كل دكتور أعرف هو عايز ايه عشان أجيب تقديرات، وبدأت أشتغل على نفسي خصوصا ان مجال علم
الإجتماع السياسي قائم على المعرفة.. ف كنت بقرأ جرايد وكنت بحاول أحلل الخبر ولحد ما جبت في الترم التاني جيد جدا وكانت بالنسبة لي فرحة اني عرفت أعمل كدا، خصوصا ان قبل الامتحان ب 30 يوم والدي توفى ولكن موقفتش وكملت زي زمان.

 مجلة انفلونسرز توداي: ممكن تحكيلنا ليه اختارتي القسم دا تحديدا؟

مها سليمان: أنا اخترت المجال دا لأنه من أكتر المجالات المهمومة بوضع الإنسان في المجتمع لأنه بيدرس الظواهر والمشاكل اللي بتواجة الإنسان وبيقدم رؤية للمجتمع وبتدي مقترحات وليس عليه التنفيذ، هو مهموم بوضع المجتمع خصوصاً علم الإجتماع السياسي لأنه بيدرس ما بداخل الإنسان وما خارجه.

مجلة انفلونسرز توداي: ايه رأيك في الشائعات الكتيرة اللي حوالينا، وهل دا السبب اللي خلاكي تتجهي لدراسة الشائعات وتعملي رسالة الدكتوراه عنها؟

مها سليمان: في الحقيقة أنا في البداية مكنتش هدرس الشائعات أنا كنت في الأول حابة أدرس الهوية المصرية وتأثيرها على الأمن القومي ولكن اشارت عليا د. شادية قناوي – دكتورة في علم الاجتماع وسفيرة في منظمة اليونسكو – اني أعمل الرسالة عن الشائعات لأن هي مؤثر مهم على الأمن القومي ومن هنا بدأت أشتغل على الموضوع بداية من 2017 وساعتها الموضوع كان على الساحة بشكل كبير خصوصا في 2019.

مجلة انفلونسرز توداي: من وجهة نظرك، ازاي الشائعات ابتدت تظهر في حياتنا وايه تأثيرها على المجتمع؟

مها سليمان:الشائعات موجودة في كل مرحلة من حياتنا، مثلا أول شائعة كانت من إبليس لما وسوس لآدم وحواء انهم يأكلوا من الشجرة رغم انها كانت محرمة، ف كانت دي أول شائعة. كل مرحلة من التاريخ كانت فيها شائعات مع إختلاف الوسيلة ولكن الهدف واحد، كان في شائعات في مراحل التاريخ القديمة زي أيام الفراعنة والهكسوس، مثال على كدا ان المغول استخدموا الشائعات ضد العدو عشان يرتبكوا فكان چانكيس خان بيقول انهم بياكلوا اللحوم البشر وانهم جنود جرارة وكان هدفه من كدا انه يكسب المعركة لأن دا كان بيوفر أسلحة ومعدات وحرب عسكرية، ولكن كلمة واحدة قادرة تهدم دولة وتهدم شعب رغم انها سهلة ورخيصة الثمن.

مجلة انفلونسرز توداي: ايه رأيك في دور السوشيال ميديا في الموضوع دا؟

مها سليمان: السوشيال ميديا هي “العصر الذهبي” للانتشار الشائعات لأنه خلق مصنع لانتشار الشائعات وبيكون وراها استراتيجيات وأجندة بيتم تنفيذها من دول معادية داخل وخارج الوطن.

يعني داخل الوطن في جماعات هدفها تهدم الوطن وخارج الوطن في مخابرات أجنبية مجهزة ودارسة كل ما يتعلق بالمواطن وبتختار الوقت المناسب لنشر الشائعة وتأثر في المواطن لأن الشائعة ليها تكنيك وآلية عشان تنتشر زي التكرار زي اختيار الوقت المناسب دا في حد ذاته تكنيك لأن الشائعة عشان تنتشر لازم تكون غامضة ومهمة، وكمان يقدر يختار حسب التوقيت النفسي سواء إحساس بالخوف أو بالفرح ف يبدأ يستغل دا وينشر الشائعة، ممكن يستعمل كوميك أو أغنية أو صورة، ممكن يستعمل الذكاء الإصطناعي ويفبرك ڤيديو ف يقدر يلعب بعقل المواطن.

مجلة انفلونسرز توداي:ايه الحل الجذري للقضاء على الشائعات من وجهة نظرك؟

مها سليمان: هو مفيش حل جذري للشائعات لأن طول ما البشر عايشين هتفضل الشائعات موجودة لكن أقدر أخلق آلية تساعد على القضاء على الشائعات، المجتمع له مناعة زي مناعة الإنسان ممكن تُصاب بمرض يقضي عليها لو المناعة مش قوية أو لو مفيش مصل يقدر يقوي المناعة ضد المرض دا، والشائعة هي مرض ممكن يقضي على مجتمع بالكامل زي ما حصل في دول وشركات كتيرة..

ومناعة المجتمع دا تتمثل في أربع حاجات:

1-                    نغير “منهجية” التعلم بتاعتنا، أحولها من تعليم مُلقن إلى اني أخلي المتلقي يفكر في المعلومة وينقدها.. أنا كنت دايما بقرأ ان “تتكسر الشائعات على صخرة النقد” لأن لما تيجي تعدي المعلومة على مخك وتحللها هتقدر ساعتها تمنع إنتشار الشائعات وبالتالي أقترح إننا نوفر مناهج ودورات تكافح الشائعات ومناهج خاصة بالسوشيال ميديا وإزاي أقدر أحلل الخبر وأعرف إذا كان الخبر صحيح أو شائعة.

2-                    أقدر أعمل أبليكيشن أدخل الخبر من خلاله ف أقدر أعرف إذا كان الخبر صحيح أو شائعة وهعرف مصدر الخبر والهدف من الشائعة، ودا يتم من خلال متخصصين عشان يكون الرد موثوق منه ومقنع.

3-                    إتباع سياسة الباب المفتوح بمعنى ان يبقى في متحدث رسمي لكل وزارة أو كيان على السوشيال ميديا وتكون مدعمة ومتشافة من كل الناس.

4-                    إتباع “فن الرد” بمعنى ان أقدر أخاطب الجمهور بنفس أسلوبه، لما أجي أرد على الشائعة أرد عليها بنفس أسلوب انتشارها.

 

:لمتابعة محتوى د. مها

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *