الدكتورة سمر علي، الكاتبة التي تعشق طب الأسنان وتعتبره نوع من أنواع الفن.. هي أول مصرية تلتحق بتجربة "بيت الكاتب" بالجونة في 2010. إمتازت سمر بكتابة الشعر الصوفي باللغة الإنجليزية، وقامت بنشر كتابين.. قامت سمر بالعديد من ورش الكتابة الإبداعية في المكتبات والجامعات ومع المؤسسات الغير هادفة للربح، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من مسابقات الكتابة كمحكمة وناقدة.. وبالتأكيد كل هذا بجانب ممارسة دورها في المجتمع كطبيبة أسنان
سمر لها أيضاً جانب تنموي فهي كانت من المجموعة الفائزة بجائزة "Culture Shift 2012" من المجلس الثقافي البريطاني في مصر.
مجلة انفلونسرز توداي: اخترتي إن أول كتاب ليكي اللي تم نشره في 2009 يكون ديوان شعر باللغة الإنجليزية “تنورة” اللي بيجمع بين الروحانية والفلسفة، وبيستهدف فئة قليلة من المجتمع، ايه حكمتك وهدفك من وراء القرار ده؟
سمر علي: أول ديوان شعر لي تم نشره كان في 2009 وكان بالإنجليزية واسمه “تنورة”، وتاني ديوان لي تم نشره كان باللغة الإنجليزية أيضا وكان في 2014 وباسم “لاكنتدورا” وهي كلمة بالأسبانية تعني “الحكائة”. وفيما يخص اللغة فهي لم تكن إختيار بشكل تام، ولكن في تلك الفترة قد كنت اكتب باللغة الإنجليزية الشعر، وهو بالفعل اتوجه لفئة قليلة من القراء وناس قليلة قرأته… لكن أهم شي كنت بستهدفه من قلمي وكتاباتي هو إني أكون صادقة.. فطالما النص صادق من القلب لم أنشغل باللغة التي أعبر بها.
مجلة انفلونسرز توداي: أكيد طبعاً الديوان الرائع ده اللي عرفنا على الموهبة المتميزة للدكتور “سمر”.. لم يكونوا وليدين اللحظة.. فأمتى بقى أول مرة “سمر” تمسك قلمها وتقرر تكتب؟ وياترى ايه أول حاجة كتبتها كانت عن ايه.. وهل حد قرأها؟!
سمر علي: أول شيء كتبته كان “شعر” وكان بالإنجليزي، وكان عندي حوالي 15 سنة.. وأنقطعت عن الكتابة.. وبعدين رجعت أكتب وأنا عندي 18 و20 سنة.. ومحدش قرأه خالص.. وبعد كده انقطعت عن الكتابة لغاية سن 25 سنة تقريبا، وده لأن الجامعة ودراسة “طب الأسنان” شيء مش سهل خالص. وبعدين رجعت للكتابة تاني بسبب إني قبلها كنت في حالة نفسية مش لطيفة، فرجعت للكتابة تاني مش نوع من العلاج لكن كنت حاسة كأني كنت بهرب من حاجة.. وأنا مؤمنة أن أحيانا الحاجات اللي بنحب نعملها سواء “مزيكا أو تمثيل أو فن عموما” لو هربنا منها بنتعب.. وده الي حصل معايا. فتقريبا وأنا عندي 25 سنة رجعت كتبت تاني، والفترة دي بقى فيه اللي قرأ كتاباتي للجمهور.. وده كان من خلال مبادرة اسمها “The Culture Workshop” عبارة عن برنامج راديو كانت بتقدمه دكتور “سحر الموجي” الروائية المعروفة.. وكان البرنامج في أساسه أن دكتور سحر بتقرأ في الراديو نصوص لكتاب ناشئين.. وتبدأ تعطيهم نقد واضح وصريح ومحدد وشديد الدقة يساعدهم في التطوير في الكتابة.. وده الي حصل معايا.
مجلة انفلونسرز توداي: اشمعنى “طب أسنان”؟ وايه رأيك في أن مؤخراً بدأنا نكتشف أن كتير من دكاترة “طب الأسنان” لازم نلاقي ليهم هواية فنية.. هل يوجد علاقة؟
سمر علي: هو الإختيار مكنش له علاقة خالص بالمجموع، لأن أنا كان مجموعي يسمحلي أدخل طب بشري وطب أسنان وصيدلة وكل القطاع البشري.. لكن أنا اخترت “طب الأسنان” لأن أنا بميل للأعمال اللي فيها مجهود ذهني وجسدي مع بعض. أنا في طب الأسنان بكون قاعدة على ال unit بشتغل بأيدي أغلب الوقت، فده بالنسبالي إختيار أفضل. وفعلا طب الأسنان له علاقة بالفن لأن أصلا أول جملة بنتعلمها هي ان “طب الأسنان فن وعلم” في نفس الوقت!
مجلة انفلونسرز توداي: بما إن حضرتك طبيبة أسنان وانفلونسر في نفس ذات الوقت فإحنا حابين نستغلك بقا في استشارة طبية وتسويقية! حابين نعرف رأيك ونصيحتك تجاه الاستخدام الفعال لأداة ال “digital marketing” مؤخراً من قبل “دكاترة الأسنان” في بناء علامتهم التجارية.. تنصحينا ك patients ازاي نختار ونعرف الدكتور الشاطر بجد، مش نروح بناءً على ال “marketing campaign” الشاطرة والمميزة اللي هي/هو عاملينها كويس؟
سمر علي: هو فعلا مع الأسف الشديد أن digital marketing اللي بتحصل حاليا من بعض الزملاء فيها كتير من “الإبتذال” للمهنة ولطبيعة الخدمة الطبية اللي احنا بنقدمها، والشخص منا المفروض أنه مش بيختار الطبيب من السوشيال مديا والصور والإعلانات.. وطبيب الأسنان بيعتمد بشكل أساسي على “سمعته”. يعني بمعنى أوضح: أن شخص جالي ارتاح معايا حيقول لأصحابه.. صحابه يزوروا العيادة ويرتاحوا أو ميرتاحوش.. من الآخر ال digital marketing خادع خادع جدا.. لأنه بيظهر قدامنا علامات تجارية كتيير وخصومات وصور وناس كتيير، بالرغم من أن الحقيقة أنك لما بتعمل بحث عن خدمة طبية مش المفروض “التلميع” الي بيحصل ده يكون هو سبب الإختيار! لأنه المفروض أنا بختار دكتور ضامنه أنه شاطر وعنده ضمير ومرتاحين له.. هو ده الأساس.
مجلة انفلونسرز توداي: بما أننا من المتابعين بتوعك وملاحظين نشاطك ودمك الخفيف وأسلوب التهكم اللي بتتبعيه في أغلب منشوراتك.. ايه رأيك في فكرة “التريند”؟ وايه آخر “تريند” إستفزك أو ضايقك؟
سمر علي: هي فكرة “التريند” فكرة مسلية في ظل الإحباط الشخصي والعام الي الناس فيه.. لكن طبعا بيتم إستغلالها طول الوقت مع الأسف إستغلال سيئ، وبيتم بث من خلالها أفكار معينة… والفكرة أن في بعض الناس بياخدوها بجدية شديدة وبيتخانقوا مع بعض بجد!
فالحقيقة إني مش بستظرف أوي فكرة “التريند”.. يعني بخاف منها وبخاف من أن الناس ازاي ممكن تستخدمها.. فبترعبني. وآخر تريند أستفزني أنهم طلعوا تريند على “حواجب” منى ذكي!
لان الناس من خلال صورة من مسلسل الناس قرروا يستنتجوا الحكاية ويحكموا الناس كمان على أساسها!
وبالتالي هنا بدأوا يحاكموا الخيال ومحاكمة الفن من خلال معايير أخلاقية وإجتماعية، وده شئ شديد الإزعاج.. ومع الأسف ده طول الوقت بيحصل.
مجلة انفلونسرز توداى: ظهرت مؤخراً صفحات كتير جدا على “السوشيال ميديا” بتدعم تمكين المرأة خلال نشر الوعي وكتابة المحتوى.. بما إن حضرتك متخصصة في مجال النسوية والكتابة معاً، ايه النصائح والتوجيهات اللي ممكن تديها للصفحات دي علشان يقوموا بدورهم بشكل أكثر تأثيراً؟
سمر علي: عموما أنا مش بحب النصائح.. ومليش في النصائح والتوجيهات مبحبش أمارس الدور ده، لأنه هو دور تربوي وتعليمي، أكنه فيه خرزانة.. أنت بتعلم صح وأنت بتعمل غلط! علشان كدة مش بحب ألعب الدور ده خالص.
لكن أنا شايفة عموما أن فيه قلة تركيز على المواضيع الحيوية، بنركز أكتر على المواضيع الفرعية.. بنركز على مواضيع فرعية وبنهمل مواضيع حيوية شديدة الخطورة والأهمية!
بنمسك في الرفايع يعني!
مجلة انفلونسرز توداى: وفي النهاية حابين نشكر حضرتك جداً على وقتك وإفادتك لينا بشكل مميز كعادة شخصيتك.. وبنتمنى لكي المزيد من “النجاح المميز” في شتى مجالاتك.