سمية زيدان أول سيدة مصرية وعربية تعمل في مجال الغوص التجاري واللحام تحت الماء

تحرير: محمود منسي

صحافة: سارة رشدي

سمية زيدان أول سيدة مصرية وعربية تعمل في مجال الغوص التجاري واللحام تحت الماء، تخرجت من كلية التكنولوجيا قسم تبريد وتكيف بالإسكندرية عام 2013، حصلت على منحة مقدمة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وأيضا حصلت على شهادات مهنية مختلفة فهي مدربة سباحة معتمدة من الاتحاد المصري للغوص والانقاذ، مدربة غوص تجاري ولحام تحت الماء من منظمة بادي العالمية ومنظمة السا، مدرب شخصي من الجامعة السويدية، وهي أيضاً مدربة لياقة، كما حصلت على الكثير من التكريمات من وزارة البيئة، ووزارة الشباب والرياضة، وتم دعوتها لحضور منتدى شباب العالم عام 2017، وإضافةً على ذلك فهي مؤثرة على قنوات التواصل الإجتماعي

 

مجلة انفلونسرز توداي:  متى بدأت رحلتك مع الغوص التجاري واللحام تحت الماء؟

سمية زيدان: بدأت رحلتي في نهاية عام 2013 بعد تخرجي في كلية التكنولوجيا قسم تبريد وتكييف بالإسكندرية، حضرت مؤتمر نظمه مجمع خدمة الصناعة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وتم عرض تخصصات مختلفة وعندما سمعت تخصص اللحام تحت الماء أثار فضولي كثيرا وودت أن أعرف عنه المزيد فقمت بالبحث عن هذا التخصص وبعد انتهاء المؤتمر تحدثت إلى أبي واخبرته برغبتى في دخول مجال اللحام تحت الماء فرحب وساندني كثيرا، واخبرتهم في الأكاديمية برغبتي بذلك فاستغرب البعض قليلا ثم ذهبت إلى مكتب الدكتور عصام البكل عميد مجمع خدمة الصناعة أنذاك فقام بإجراء مكالمة هاتفية لهيئة الصناعة فتم الموافقة وبدأت في اليوم التالي تعلم اللحام في ورش اللحام بالأكاديمية، وفي نفس اليوم ذهبت مع أبي لشراء بدلة اللحام والأدوات اللازمة.

مجلة انفلونسرز توداي: من هو/هي مثلك الأعلى، ومن أهم الشخصيات التي أثرت في حياتك بشكل عام؟

سمية زيدان: أبي هو مثلي الأعلى وقدوتي في الحياة فهو كان لاعب ألعاب قوى سابق وأنا وأخوتي أيضا كنا نمارس رياضة ألعاب القوى منذ سن السادسة في نادي سموحة بالإسكندرية وعندما كنا صغار كان أبي يصطحبنا إلى شاطئ أبوهيف قام أبي بتعليمي أنا وأخواتي السباحة فكان يقوم بتشجيعنا ودعمنا حتى تعلمنا السباحة. وأيضاً من الشخصيات المؤثرة في حياتي هو كابتن أحمد جبر فهو غطاس مصري وبطل العالم في الغوص السياحي وحامل الرقم القياسي العالمي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية فهو صاحب أعمق غطسة حيث أن الرقم الذي حققه يقرب إلى عمق 332 مترا تحت سطح البحر.

مجلة انفلونسرز توداي: هل برأيك تستطيع المرأة الموازنة بين دورها كأم وبين عملها؟ وما أبرز التحديات التي تواجهها؟

سمية زيدان: إذا تحدثنا عني أنا كأم قمت بالإبتعاد عن عملي في أول عامين من حياة أبنائي لأنني أرى أنهم أهم سنوات في عمر الطفل، وأكثر وقت يحتاج فيه الطفل إلى أمه، ويمكننا القول أن المراة تستطيع الموازنة فأنا أم وزوجة وعاملة أيضا واستطتعت تحقيق هذه المعادلة بنجاج، وفي رأيي أن المرأة إذا أرادت شيئا وأحبته تستطيع فعله أيا كان حتى وإن واجهت بعض الصعوبات.

مجلة انفلونسرز توداي:  هل غيرت وسائل التواصل الاجتماعي مفهوم النجاح برأيك؟

سمية زيدان: برأي كل شيء في هذه الحياة يمكنه أن يمحنا طاقة سلبية وطاقة إيجابية وأعتقد أننا من نقوم بتحديد ما نريد هل تريد الاستماع لهذا الشخص أو هذا الرأى أو لا، نحن من نختار ويمكنني القول أنني أستفدت كثيرا من وسائل التواصل الاجتماعي لأنها قامت بتوصيل رسالتي للعالم، وأحيانا أيضا تسفيد المراة من بعض الشخصيات التي تروج للموضة وتنسيق الملابس ولكن أعتقد أن كلمة مؤثرين لا ينبغي أن تطلق على أي شخص يصنع محتوى فهناك أشخاص يقومون بنشر محتوى تعليمي وتثقيفي يمكننا قول أنهم مؤثرون وهذا ما حاولت فعله فأنا بعد دراستي والدورات التي قمت بها، قمت بمراسلة وزارة الشباب والرياضة وأخبرتهم عن رغبتي في تقديم دورات مدعمة للشباب والخرجين لتعليم الغوص التجاري واللحام تحت الماء بأسعار رمزية.

مجلة انفلونسرز توداي:   ما أبرز الصعوبات التي واجهت سمية زيدان وكيف تغلبت عليها؟ وهل جعلتك تندمين على دخول هذا المجال؟

سمية زيدان: لم أندم أبدا على دخول هذا المجال، نعم واجهت صعوبات كثيرة وقابلت شخصيات سلبية كثيرة كانت تحاول إحباطي وعرقلت طريقي كنت استمع إلى حديثهم ولا أبالي أبدا. ولكن يمكننا القول أن الصعوبات التي واجهتني هي محاولة تهيئة نفسي أنني في مجال 97% منهم رجال وانني السيدة الوحيدة وهذا ليس بالأمر السهل ولكن فالعمل أنا لا أرى أن هذا فارق فنحن الاثنين نمارس عملنا بحرفية فنحن متساوون، ولكن يمكنا القول أنني واجهت صعوبات أثناء فترة التدريبات ففى إحدى المرات كان التدريب يعتمد على أن يقوم المدرب بإغلاق أنبوبة التنفس وأنا أعطي إشارة لزميليتي بأنني لا أمتلك أي هواء للتنفس. فقام الكابتن بغلق أنبوبة التنفس عن زميليتي أولا لكنها لم تكمل التدريبات بعد ذلك فقمت بإعطائها الهواء وقمنا بالتبديل ولكن عندما قام الكابتن باغلاق التنك عني فقمت بإعطاء الاشارة أنني لا استطيع التنفس لمساعدتي ولكنها دخلت في نوبة هلع ولم تستجب لي ولم يكن لدي أية حلول سوى الرجوع إلى سطح البحر وكان ذلك على بعد 8 أمتار وكان من الممكن أن يحدث لي انفجار في الرئة إذا كنت على ارتفاع أكثر من ذلك.

مجلة انفلونسرز توداي:   ما هي أفضل مدينة للغوص بالعالم في رايك؟

سمية زيدان: في مصر توجد أجمل مدن للغوص في العالم، يأتي إلى إليها السياح من جميع أنحاء العالم للغوص فنحن لدينا ثروة سمكية كبيرة وشعب مرجانية ليس لها مثيل في العالم، ولدينا مواقع غوص ليس لها مثيل في العالم فهناك سفن ومراكب غارقة منذ قرون فهناك مركب “سيسل جورم” البريطانية فهي غارقة بين مدينة شرم الشيخ والغردقة بها قطارات ومركبات غارقة لعلامات تجارية كبيرة ورؤوس صواريخ فهو يعد موقع غوص مهم جدا بمصر وهناك أيضا مراكب غارقة ب “أبو نحاس” بين مدينة شرم الشيخ والغردقة أما مدينة مرسى علم فهي من أهم مواقع الغوص بمصر بها العديد من أنواع القروش التي يمكن تخيلها ويأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم للغوص مع القروش، وأيضا مدينة دهب وخاصة “البلو هول” أو “الثقب الأرزق” التي تصنف من أهم مواقع الغوص في العالم.

مجلة انفلونسرز توداي:  ما الأحلام والانجازات التي تتمني تحقيقها في عامنا 2023؟

سمية زيدان: من أحلامي أن يتم تكريمي من معالي الرئيس عبد الفتاح السيسي فلقد تم تكريمي من وزارة الشباب والرياضة ومن وزارة البيئة ودخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية ولكن حلم أن يتم تكريمي من سيادة الرئيس شيء آخر وأيضا من بين أحلامي أن يتم توظيفي في بلدى فلقد تلقيت العديد من العروض للتوظيف في العديد من الدول العربية ولكني رفضت لأنني أريد العمل في بلدي.

مجلة انفلونسرز توداي:  من وجهة نظرك هل تتعرض المرأة للمضايقات في العمل، وهل تعرضتي لذلك من قبل؟

سمية زيدان: نعم تتعرض المراة للمضايقات في العمل هذا شيء لايمكن انكاره وأحيانا لا تكون مباشرة ربما تكون مبطنة فدائما نسمع من بعض الرجال أن مكان المراة هو المطبخ وهذه الجملة سمعتها أثناء عملي وخاصة أنني المرأة الوحيدة بينهم وأحيانا كانوا يتهامسون “هما هينافسونا في المجال ده كمان” ولكني لم التفت ولم أجعل هذا الشئ يعرقلني وتغلبت عليه.

مجلة انفلونسرز توداي:  هل هناك موقف أثر في حياة سمية زيدان ولم تتمكن من نسيانه؟

سمية زيدان: ذات مرة كنت أغطس حتى عمق 37 متر وفجأة شعرت بما يسمى ب “سكر الأعماق” مرض من أمراض الغطس يبدأ بدوخة وفقدان وعي يشبه حالة الإنسان تحت تاثير الكحوليات ومن الممكن أن يتتطور إلى أن يقوم الشخص بخلع المعدات وشرب مياه البحر حتى يتعرض للغرق أوالعودة فجأة إلى سطح البحر والذي من الممكن أن يتسبب في انفجار الرئة للانسان مما يتطلب سرعة التصرف وطلب مساعدة وهو ما حدث معي فعندما شعرت باعراض سكر الأعماق فقمت بأعطاء إشارة وطلبت المساعدة عندما بدأت أشعر ببداية الأعراض ولم أشعر بما حدث حتى وصلت إلى عمق أقل فأصبحت أشعر بتحسن. وهناك مواقف أيضا لا يمكنني نسيانها وخاصة أنني رأيت بعض أصدقائي في العمل يموتون بسبب إهمال بعض شركات الغوص التجاري.

مجلة انفلونسرز توداي: حيث أن أهداف التنمية المستدامة من إحدى نقاط شغفك، كيف يمكن أن نحد من أثر المخالفات التي تلقى في البحار وتؤثر على حياة الكائنات البحرية؟

سمية زيدان: المخالفات التي يلقي بها الإنسان في البحار تحتاج إلى أعوام كثيرة حتى تتحلل ربما كثير من الناس لايعلمون هذا الشئ فبقايا الطعام تحتاج إلى 20 وأحيانا تصل إلى 25 عاماً حتى تتحلل أما الأحبال والمخلفات الصلبة فهى تتضر بحياة الكائنات البحرية وتعرضهم لإصابات خطيرة وتهددهم بالإنقراض وتسبب خلل في توازن البيئة البحرية. وأنا كنت من ضمن مبادرة قام بها كابتن أحمد جبر صاحب أعمق غطسة في العالم، اشتركت معه في غطسة لتنظيف قاع سطح البحر الأحمر بالغردقة ومجموعة من غطاسين العالم وحصلنا على تصنيف موسوعة جينيس للأرقام القياسية لتنظيف أعماق البحر الأحمر

lجلة انفلونسرز توداي:  شخصية قوية وطموحة مثلك، هل تعرضتي للتنمر من قبل؟ وكيف تعاملتي معه؟ وبما تنصحين من بتعرض للتنمر؟في العمل يموتون بسبب إهمال بعض شركات الغوص التجاري.

سمية زيدان:  نعم بالطبع تعرضت للتنمر من قبل، ففي مجال عملى فدائماً في أي مجال سواء الغطس أو أي مجال آخر خصوصاً لو محتكرة على الرجال وتدخل المجال سيدة يكون في إستغراب وبيكون في حديث جانبي “وفي مرة سمعت بوداني هما سابوا المطبخ وجم هنا كمان!” وأيضاً بعد ولادة إبني زاد وزني عن الطبيعي في ذلك الوقت قامت إحدى الشركات بالكتابة عني وأرفقت صورة لي وكان وزني زاد فانهالت التعليقات السلبية ولكني لم أهتم لذلك ولكن لا يمكن إنكار أن الأمر ضايقني قليلا بالطبع. النصيحة التي ممكن أقدمها لأي شخص وليس فقط من يتعرض للتنمر هي التركيز على الذات.. هي أو هو فقط من يستطيع بناء نفسه بنفسه، وعدم التركيز مع الانتقاد والتنمر الذي من الممكن أن يتعرضوا له في الحياة فهناك أشخاص من الممكن أن يغيروا مسار حياتهم بسبب كلمة ولكنني أقول لهم ألا يستسلموا ويواجهوا ذلك بالعمل والمثابرة والنجاح ذلك سيكون الرد المناسب.

lجلة انفلونسرز توداي:  ما هي هواياتك المفضلة وهل تستطعين ممارستها بحرية؟

سمية زيدان:  يبدأ يومي بالاستيقاظ باكر أذهب إلى البحر للغطس ثم أعود للمنزل لتحضير الطعام وقضاء الوقت مع أسرتي وفي المساء أذهب إلى صالة الرياضة للممارسة الرياضة أنا أحب الرياضة كثيرا أمارس رياضة الجري وركوب الدراجة بجانب الغوص والسباحة وأحب كثيرا قضاء الوقت مع أسرتي وعندما لا يكون لدي عمل في الصباح أحب كثيرا توصيل أبنائي إلى المدرسة والحضانة وأيضاً أحب قضاء الوقت مع أصدقائي.

:لمتابعة محتوى سمية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *